· إن دين الإسلام ليس مجرد عقيدة أو أيديولوجية، بل هو أسلوب شامل للحياة.
· وكما قال محمد، عليه الصلاة والسلام، عندما سأله جبريل عن الإسلام، الإيمان، والإحسان. وفي نهاية الحديث قال النبي، عليه الصلاة والسلام، للصحابة: )إنه جبريل، أتاكم يعلمكم دينكم)[1]
· لذلك استخدم النبي، عليه الصلاة والسلام لفظ "دين" للإشارة للإسلام، والإيمان، والإحسان. فالإسلام بني على خمس. والإيمان هو نظام إعتقاد والإحسان هو الإمتياز في التنفيذ: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
·
الأخوة والأخوات، قد أكد لنا العلماء أن الدين هو الإسلام
والإيمان والإحسان وهذا هو الدين الوحيد الذي يعترف به الله.
·
فإن الآية تقول لنا أن السبيل الوحيد للحياة المقبولة عند
الله الآن وإلى يوم القيامة هو الإسلام، وأنه ليس هناك أي منهج حياة بديل عن
الإسلام.
·
فإن الإسلام ليس مجرد دين نؤمن به وليس مجرد عبادات وطقوس
نقوم بها. بل هو منهج متكامل للحياة في كل نفس نتنفسه وكل ثانية تمر علينا.
·
فنحن مسلمين عندما نسير وعندما نتحدث.
·
فنحن مسلمين عندما نعمل وعندما نلعب.
·
فنحن مسلمين عندما نأكل وعندما ننام.
·
ليس هناك عطلة من الإسلام ولا تقاعد، فإنه منهج متكامل مع كل
جوانب حياتنا.
·
ولكي نتمكن من الحياة بالإسلام يتوجب علينا فهمه كما نفهم أن
1+1=2.
·
إذا رفعت إصبعين وسألت كم عددهم، فيدرك الجميع بأنهم إثنان. وهذا هو الفهم الحقيقي لأن 1+1=2. ونجد فقط أن المبتدئ في
تعلم الرياضيات هوالذي يبدأ بالعد لكي يدرك أن عددهم 2. أما بالنسبة إلينا فإن
الأمرأصبح مفهوم وبديهي بحيث لا نحتاج إلى العد أصلاً.
·
فأن يكون الجواب2 على طرف ألسنتنا عند السؤال عن عدد الأصابع
المرفوعة، هذا هو مستوى الفهم المطلوب للإسلام. أن يكون متأصل تماما في نفوسنا
ونظام حياتنا.
·
ينبغي أن يصبح طبيعتنا الثانية (والأفضل من ذلك أن يكون
الطبيعة الأولى). لا حاجة للتفكير في الامر، ونحن ببساطة نعيش فيه وبه ولا
نشكك فيه.
·
و السؤال الذي ينبغي أن نسأله لأنفسنا هو: هل
نفهم الإسلام حقا ؟
·
لأنه إذا فهمنا الإسلام حقاً لن يكون هذا حالنا كأفراد، أو
كمجتمعات أو كدول.
·
فإن الإسلام وُجِد ليُخرج أفضل ما في البشر. فهو النهج
الأمثل لهذا الكون.
·
فقد فهم المسلمون الأوائل الإسلام واستخدموه لقيادة العالم.
·
أما الآن حيث فقدنا فهمنا الصحيح للإسلام، فإن العالم يقودنا.
·
فعند استعادتنا الفهم الصحيح للإسلام، سنتمكن من استعادة
مكانة الإسلام والمسلمين في العالم.
·
وعندها نستطيع أن نتغلب على ضعفنا كأفراد وبالتالي ضعفنا
كأمة إسلامية.
·
لذا، فإنه يتوجب علينا بذل قصارى جهدنا لفهم ديننا بكل
جوانبه. لجعله طريقتنا في الحياة. ببساطة: أن
نعيشه في كل ساعة وكل يوم.
·
نعم إخوتي، فلكي نعيش الإسلام، علينا أن نفهمه ولكي نفهمه،
علينا أن نحبه ولكي نحبه، علينا بدراسته.
·
نحن بحاجة لدراسة الدين بجدية كما لو أننا ندرس علم نحتاجه
في عملنا أو حتى كما نشغل نفسنا في هواياتنا أو قيامنا بالأشياء التافهه .
·
فنحن بحاجة لدراسة ديننا بنفس الطريقة التي يدرس بها الأطباء
والمهندسين علومهم.
·
نحن بحاجة أن نحبه كما نحب هواياتنا ونضيع وقتنا الثمين
وطاقتنا فيها.
·
نحن بحاجة إلى اتخاذ تعلُمنا الإسلام على نفس مستوى الجدية
الني نأخذ بها التعلُم المدرسي و الجامعي.
·
فنحن نذهب إلى الجامعات و المؤسسات التعليمية لنصبح متميزين
في مجالاتنا .
·
فنستمع لمحاضرات ونحضر دروس ونقرأ الكتب ونذهب إلى المكتبة
للحصول على المزيد من المراجع كما نطلب مساعدة الأساتذة إذا لم نتمكن من الفهم.
·
كما نقوم بفروض دراسية إضافية ونناقش مواد الدرس وحلول الواجبات
المنزلية مع زملائنا.
·
فنمارس ما نتعلمه ونتدرب ونتمرن عليه ونجتاز الإختبارات.
·
نجتهد فيه للحصول على درجات عالية في نهاية الصف لكي نحصل
على درجة علمية نفتخر بها.
·
ونفخر بفهمنا وبما لدينا من معرفة ونحرص على استخدامها في
حياتنا.
·
ونفخر لدينا والتفوق في تنفيذ معرفتنا في هذا المجال.
·
فلا يمكن للشخص أن يكون مهندس متفوق في مجاله دون أن يفهم
ويحب الهندسة، وكذلك الطبيب لا يمكن أن يكون طبيب متميز إذا لم يحب ويفهم الطب
وكذلك المحاسب.لن يتقدم في عمله حتى يفهم والمحاسبة ويحبها.
·
ولنعيش فيه، نحن بحاجة إلى أن نحبه ونفهمه، عندها فقط
سنستفيد استفادةً كاملة من الدين، ومن ثم سنتمكن من فعل أفضل ما في وسعنا.
·
عن النبي، عليه الصلاة والسلام، قال: "من يرد الله به
خيراً يفقهه في الدين".
·
أي شخص يهدِه الله إلى
الخير، يجعل له القدرة على فهم واستيعاب دين الإسلام.
·
فهذا الحديث يخبرنا أنه إذا كنا نفهم الإسلام فإننا في
طريقنا إلى الحياة الطيبة والسعيدة.
·
وهذا هو الإسلام: هو أسلوب حياة يُخرج أفضل ما فينا ويزوِدنا
دائماً بما هو أفضل. كما يقدم لنا الإرشاد والسعادة الحقيقية التي نحلم بها جميعا.
·
فعلينا أن نفهم دين الإسلام فهماً أعمق مما هو ظاهر. ليكون
مفهومنا له يتجاوز القواعد واللوائح وما وراء الطقوس والعبادات.
·
نحن بحاجة إلى فهم يصحح سوء الفهم الهائل الذي قتل الزخم
الإسلامي وشوه الهوية المسلم.
·
ونجد أن الرسول، صلى الله عليه وسلم استخدم لفظ يفقهه في
الحديث النبوي وهي مشتقة من لفظ "فقه".
·
ونجد أن معظمنا يربط كلمة "فقه" تلقائيا بالقواعد واللوائح والطقوس أكثر من
الجوهر.
·
فالاستخدام الصحيح لكلمة فقه هو الإشارة إلى الفهم العميق
والصحيح.
·
لذا فقه الدين هو ما
يفهمنا كيف يكون الإسلام وسيلة للحياة وكيف ندمجه في جميع شؤوننا.
·
وهذا ما يقوله لنا الحديث: أنه إذا فهمنا كيف يكون الإسلام وسيلة للحياة وكيف ندمجه في جميع
شؤوننا، عندها سنكون في أفضل حالاتنا ... وسيعطينا الله الخير الذي يريده الله لنا.
·
دعونا نختبر فهمنا للحديث الذي نعرفه جميعاً ونظن أننا نفهمه
وننفذه.
·
بني الإسلام على خمس. هذه هي الكلمات كما رواها لنا محمد،
عليه الصلاة والسلام، في الحديث الشريف.
·
ومعنى هذا الحديث أن الإسلام بُني على خمسة أركان: الشهادتين، الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج لمن استطاع إليه
سبيلاً.
·
الصورة التي تتبادر إلى الذهن نتيجة لذلك الحديث هي أن هيكل
من خمسة أركان أو خمسة أعمدة هم: الشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج.
·
في الواقع، هذه هي الطريقة التي يستخدمها معظمنا في تعريف
الإسلام للآخرين ... فكلما سألنا أحد عن الإسلام، نرد بهذا الحديث سريعاً وبفخر.
·
غير المسلمين يسألون دائما عن أركان الإسلام الخمسة، وما
يعطي الخمس أركان الأهمية والصدارة في وسائل الإعلام خصوصاً في الوقت الحاضر هو
هوس المجتمعات بالأرقام، والعد، وتصنيفها. ونحن المسلمين
نقع في الفخ ونحن نركز على التوافه بدلا من الجوهر.
·
كما نجد أنه عادة ما تُستخدم صور الخمس أعمدة لتعليم أطفالنا
ما هو الإسلام، ونرى هذا في رسوم توضيحية على ملصقات في مدارسنا الإسلامية.
·
وعندها نجد أن تقديم هذه الصورة للطفل يضع حد لجمال هذه
الخطة الشاملة النموذجية التي يقدمها الإسلام للبشرية.
·
فنجد أننا فقدنا الصورة الحقيقية وبالتالي فقدنا الهدف.
·
إذا تفحصنا هذه الصورة للهيكل ذات الخمسة أعمدة، ندرك أن الشهادتين هم في
الواقع أساس هذا الهيكل.
·
ونجد أن الصورة الصحيحة أن تكون "لا إله إلا
الله، محمداً رسول الله" هي الأساس للأربعة أعمدة الأخرى: الصلاة والصيام
والزكاة والحج.
·
فإذا صححنا هذا الجانب من العرض، نكتشف أن الصورة لا تزال
غير مكتملة ولا تنقل الرسالة بشكل صحيح.
·
ونكتشف أننا في الواقع نقدم الإسلام كهيكل لمبنى لم يتم
الانتهاء منه. بناية مهجورة لا تصلح للعيش أو أن يسكنها بشر.
·
مبنى فارغ يشبه أنقاض وبقايا من الماض.
·
فهناك أساس وأربعة أعمدة، بلا جدران ولا سقف ولا أثاث ولا فناء
... وبالطبع لا حياة فيه.
·
فتلك الصورة توضح فهمنا المحدود للإسلام.
·
فقد حولنا حياتنا الإسلام إلى طقوس فقط لا غير،
وهو ما يعتبر تقليلاً من قدره.
·
فنحن نعامل الإسلام كهيكل فارغ لمبنى مهجور لا
يسكنه أحد.
·
نعم، لقد نصبنا هذا المبنى العاري، الفارغ وذهبنا
لنعيش في مكان آخر.
·
من منا يحب أن يعيشوا في بناء من أساس وأعمدة، ولكنه عاري
ليس به جدران، ولا سقف، ولا أبواب أو نوافذ، أو أثاث، ولا تدفئة أو تبريد، أو
حديقة ... لا حياة هناك؟
·
أنشأنا لأنفسنا أماكن مختلفة نعيش فيها وأركان مختلفة.
·
فقد اعتمدنا أسلوب حياة مختلف تماما قائم على القيم غير
الإسلامية، واعتبرناه ديننا وأسلوب حياتنا.
·
ونحن نحافظ على هيكل إسلامي مهجور وندعي ملكيتة.
·
عند الحاجة، نذهب لزيارة هذا الشئ الإسلامي المهجور بأنقاضه
ثم سرعان ما نعود لما كنا عليه فور انتهاء الزيارة.
·
تكون الزيارة للقيام بصلواتنا ثم نعود سريعا لما كنا عليه.
·
ونعود في رمضان مرة أخرى لزيارة ما تبقى من هذه البنية الإسلامية تماما مثل السياح، ومن جديد نعود إلى حياتنا
العادية بعدها بوقت قصير.
·
والشئ نفسه نفعله مع الزكاة والحج.
·
نعم، بالفعل أصبح الأمر أشبه برحلة سياحية مؤقتة نلتزم بها
مؤقتاً ثم سرعان ما نعود لما كنا عليه.
·
إذا كان لنا استكمال هذا البناء الإسلامي لما هو أبعد من
الأساس والأعمدة الأربعة. فنضيف الجدران والسقف والأبواب والنوافذ والأثاث
والتدفئة والتبريد وحديقة، لعيش فيه.
·
وبعدها يمكننا أن ندعي أننا حقاً نفهم معنى الإسلام كطريقة
حياة.
·
ويكون هذا هو المعنى الحقيقي لـ" إن الدين عند الله
الإسلام" وأنه "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
·
إذا كان بناء هذا البيت الإسلامي الصحيح بأساس متين والأعمدة
مبنية على أسس سليمة مع الجدران والسقف المترابطين ليكون بيئة مريحة نعيش بها
ونستمتع بكل ما فيها. فمن منا لا يرغب في التمتع بحياته في هذه المنازل؟
·
عندها نستطيع أن نعيش في هذا البيت بكل فخر واعتزاز.
·
نبحث دائماً عن فرص لدعوة الآخرين لزيارة بيتنا ونحرص على
إظهار مميزاته.
·
لكن معنا العيش في منزل مختلف وإبقاء المنزل الإسلامي كهيكل
خاوي، ليس لدينا أي فخر لإظهار البيت الإسلامي للآخرين.
·
ماذا نقول لهم؟ انظر كم هو جميل هذا الهيكل. إنظروا إلى هذه
الأعمدة، إنها حقاً تعني شيئاً ما.
·
ان الرد الطبيعي أنه: إذا كنت تعتقد حقا في أنه منزل للعيش
فيه، كيف تعتقد ذلك وانت لا تعيش فيه. إذا كانت هذه هي
طريقة للبناء، فكيف تبني نموذجا مختلفا؟
·
الأخوة والاخوات، دعونا نسأل انفسنا سؤالا بسيطاً، هل نعي
حقاً هذا الحديث ونفهم ونستوعب ديننا؟
·
الآن دعونا ننقاش القضية من وجهة نظر أولئك الذين يفترضون أن
ديننا هو الخمسة أركان، وأنها الأشياء التي نحتاج أن نركز عليها.
·
والسؤال في هذه الحالة مرة أخرى، هل نحققهم بشكل صحيح؟ هل
نفهمهم بالطريقة التي تنبغي؟
·
إذا تأملنا بعناية الواقع الذي نعيشه، سنجد أننا لا نستفيد
حقاً من ممارسة الخمسة أركان بالطريقة التي تنبغي.
·
عند التفكير بأن الله سبحانه وتعالى شرع لنا العبادات
لمصلحتنا، لإرشادنا، ولسعادتنا.
·
إن الله مكتفي ذاتياً، فأعمالنا وعبادتنا لا تنفعه إذا قمنا
بها ولا تضره إذا لم نفعلها.
·
فهو لا يحتاج أي شيء منا، لا ينتظر صلواتنا ولا ينفعه صيامنا
ولا زكاتنا ولا يستفيد من أدائنا لفريضة الحج أو من المصاعب التي نمر بها للقيام
بتلك الاعمال.
·
من هم المستفيدون من كل هذه الأفعال والعبادات؟ نحن ..
·
نحن نعلم أن كل ما نقوم به في الإسلام له فائدة عظيمة، ونعرف
أيضا أننا المستفيدين الحقيقيين من جميع العبادات التي نقوم بها.
·
ينبغي علينا حقاً أنا نفكر في هذه النقطة حيث ان البعض منا
يعتقد اننا مدينون لله بالعبادة ويجب أن ندفع هذه الديون.
·
فنحن المستفيدون الوحيدون بصلواتنا وكذلك الصيام والزكاة
والحج، إننا المستفيدون من الإلتزام بتعاليم الإسلام.
·
لذا علينا ان نسأل أنفسنا، هل نحن نشهد فوائد أداء الأركان
الخمسة في حياتنا؟
·
هل نتمتع بالعوائد التي وعدنا بها الإسلام لأداء الصلاة انها
تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتحقق السلام الداخلي، وتقلل من الإجهاد، وغيرها من
الفوائد التي وعد بها؟ هل نشهد أي من ذلك نتيجة لصلاتنا؟
·
هل نرى التقوى أو القوة والمثابرة التي يجب أن يعطيها الصوم،
أو إزدهار المجتمع الذي ينتج عن الزكاة، أو نرى الإخوة ووحدة الامة المسلمة التي
يحققها الحج؟
·
الأجوبة الصادقة على كل هذه الأسئلة هي "لا" أو في أحسن الأحوال "ليس
تماما".
·
وبالتالي، إذا لم نجد الفؤائد التي تنتجها هذه العبادات في
حياتنا. فهذا يعني ببساطة أننا لا نؤديها بشكل سليم.
·
وعلاوة على ذلك، إذا كنا لا نؤديها بشكل سليم فإننا لا
نفهمها، لأننا لو فهمنها لدمجناها في كل حياتنا.
·
لذلك، علينا ان نسأل أنفسنا، هل نؤمن بالعبادات التي شرعها
الله لنا كما نصدق في الدواء الذي يصفه لنا الطبيب؟ إذا فعلنا ذلك، فإننا سوف
نأخذها على محمل الجد ونتبع الوصفة بدقة في متى وكيف، وما يجب فعله وماذا لا يجب
أثناء العلاج.
·
علينا أن ندرك هنا أننا لا نتحدث عن وصفات إنسان لنا، ولا عن
الطبيب الذي يصف لنا دواء قد خمن أنه يناسبنا. نحن نتحدث عن الخالق .. منتهى
المعرفة سبحانه وتعالى الذي يعرف ما الأفضل لنا ووصف لنا هذه الوصفات وهي
العبادات.
·
نعم، أيها الاخوة والاخوات، الصورة الشمولية لديننا لا يمكن
ان تكتمل بدون تلك الأركان (الاعمدة)، حياتنا الإسلامية وبيتنا الإسلامي لا يمكن
ان يكون قوياً بدون بناء كامل.
·
لا يمكننا بناء السقف والجدران وإضافة الأثاث بينما الحياة
بدون أعمدة. يجب أن تكون الصورة الكاملة بوجود نظام شامل لا يتجزأ ينبغي علينا أن
نأخذها ككل. لا يمكننا أن نأخذ جزء
واحد ونترك الآخر، ولا نستطيع التأكيد على جانب واحد وتجاهل الجانب الآخر.
·
لا يمكن للمرء أن يكون جيد مع الناس وعائلته ويهمل عباداته،
وبالمثل لا ينبغي للمرء أن ينغمس في العبادة ويترك أسرته بلا رعاية.
·
ينبغي أن يكون النهج المتبع في الحياة الإسلامية متوازن
وشامل.
·
يجب أن يكون المنزل قوي، وأساسه قوي، والأعمدة قوية،
والجدران متماسكة جيدا والسقف قوي، والأثاث، والحياة، وكل شيء.
·
الأخوة والأخوات، علينا حقاً أن ننظر لهذه الصورة عن كثب، وعلينا
أن نبذل قصارى جهدنا لجعله حقيقة واقعة؛ واقع حياتنا.
·
علينا أن نبذل قصارى جهدنا في هذا الصدد، ولا يمكن أن يتم
ذلك إلا من خلال الإخلاص، فالإخلاص هو مفتاح النجاح.
[1]
جامع العلوم والحكم لإبن رجب الحنبلي تعليقاُ على الحديث الثاني من
الأربعين النووية http://www.sunnah.org/ibadaatRajab_commentary40hadith.htm
عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَيضاً
قَال: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوْسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ
إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَاب شَدِيْدُ سَوَادِ الشَّعْرِ
لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ
إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ
كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَم، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللهُ وَ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ الله، وَتُقِيْمَ الصَّلاَة، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ،
وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البيْتَ إِنِ اِسْتَطَعتَ إِليْهِ سَبِيْلاً قَالَ:
صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ
الإِيْمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَمَلائِكَتِه، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ،
وَالْيَوْمِ الآَخِر، وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ:
فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِحْسَانِ، قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ
لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ:
مَا الْمَسئُوُلُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها،
قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ
رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثَ مَلِيَّاً
ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوله أَعْلَمُ،
قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ. رواه مسلم